أكدت منظمة “فوناي”، الحكومية المتخصصة بتتبع أفراد القبائل المعزولة في غابات الأمازون بالبرازيل، وفاة آخر رجل من أفراد قبيلته المعزولة، الذي عاش وحده في إقليم تانارو للسكان الأصليين بولاية روندونيا في غربي غابات الأمازون البرازيلية.
وكان أفراد قبيلة الرجل قتلوا في سلسلة من الهجمات خلال السبعينيات على أيدي رعاة المواشي وناهبي الأراضي.
وأطلق عليه لقب “رجل الحفرة”، لأنه كان يجهز أفخاخا للصيد بتجهير حفر عميقة، بعضها كان يحوي أسياخا خشبية حادة في قعرها.
وحاولت المنظمات التواصل مع الرجل ومساعدته بمنحه ما قد يلزمه، إلا أنه رفض أي شكل من التواصل مع العالم الخارجي، وعاش وحده طوال الـ26 عاما الأخيرة.
وذكرت منظمة “Survival International” أنه عثر على “رجل الحفرة” متوفيا، في 23 أغسطس الجاري، بينما كان مستلقيا على أرجوحة معلّقة بأسباب بدت وأنها طبيعية. وأشارت السلطات إلى أنها ستقوم بإجراء تشريح للتحقق من ذلك، وفقا لما نقلته “سي إن إن”.
وكانت مديرة الأبحاث لدى منظمة “Survival International“، فيونا واتسون، زارت الإقليم عام 2004 مع فريق مراقبة حكومي.
وقالت بعد الإعلان عن وفاته: “لم يعرف أي شخص اسم هذا الرجل، أو حتى الكثير عن قبيلته، وبوفاته اكتملت الإبادة الجماعية لشعبه. لأن هذه كانت بالفعل إبادة جماعية، القضاء المتعمد على شعب بأكمله من قبل مربي الماشية المتعطشين للأرض والثروة”.
وأضافت أن الرجل “كان يرمز إلى كل من العنف والقسوة المروعين اللذين تعرض لهما السكان الأصليون في جميع أنحاء العالم باسم الاستعمار والربح، ولكن أيضا لمقاومتهم. لا يسعنا إلا أن نتخيل الفظائع التي شهدها في حياته، والوحدة التي عاشها بعد مقتل بقية أفراد قبيلته، لكنه قاوم بإصرار كل محاولات الاتصال، وأوضح أنه يريد فقط أن يُترك وشأنه”.
ونشر فريق حكومي عام 2018، مقطع فيديو للرجل وهو يحاول قطع شجرة.وأشارت المنظمة إلى أن إقليم تانارو يقع في جزء صغير محاط بمزارع للمواشي، وأنه يعد “أحد أكثر الأقاليم عنفا في البرازيل”، مشيرة إلى أنها قامت إلى جانب منظمات أخرى في البرازيل بالضغط لسنوات لحماية أرض “رجل الحفرة”.