على مدى 20 عاما، حظي مؤسس دولة الإمارات العربية بتقدير كبير في قلوب الفلسطينيين لسخائه، خاصة من يعيشون في التجمع السكني الذي يحمل اسمه في قطاع غزة.
فقد منح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي توفي في عام 2004،هذه المنطقة السكنية، التي تكلف إنشاؤها 62 مليون دولار، هدية للفلسطينيين قبل 15 عاما لتوفير سكن لمئات الأسر.
وغيرت مدينة الشيخ زايد وجه الجزء الشمالي من غزة بطرقها الممهدة ومبانيها السكنية السبعين متعددة الطوابق فضلا عن حدائقها والمسجد المقام بها، وكل هذا متاخم لمخيم جباليا، أكبر مخيم للاجئين في القطاع.
لكن هذا الامتنان للأب المؤسس لدولة الإمارات تحول إلى غضب من ابنه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد إعلان بلاده في 13 أغسطس آب أنها ستصبح أول بلد عربي خليجي يوقع اتفاق “تطبيع” مع إسرائيل. وحذت البحرين حذوها بعد مرور شهر.
وساد هذا الغضب المنتشر بين سكان المدينة في أنحاء أخرى من القطاع الذي تديره حركة حماس وفي الضفة الغربية، إذ يخشى الفلسطينيون أن تضعف الخطوة الإماراتية مطلبا عربيا طويل الأمد بانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة وقبول قيام دولة فلسطينية في مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.
وقال عبد الرحمن التلولي (68 عاما)، الذي شُردت عائلته لعام كامل قبل تسكينها في شقة بمدينة الشيخ زايد بشمال غزة، “كيف ابنه يعمل العملة هاي؟ لازم يطلع زي أبوه، مش خِلف (عكس) أبوه”. وأضاف “مش عاجبني ولا عاجب حدا، عمري 70 سنة وطول عمرنا بنحارب مشان القدس وييجي هو بثواني يضيعها”.