حمل الكاتب علاء الحطاب ،المعلمين والمدرسين والنخب المثقفة مسؤولية الانسدادات المجتمعية
وعدم تحقيق المجتمع العراقي قفزات نوعية توازي تراثة الحضاري والاخلاقي.
وقال الحطاب ،إن ” المجتمعات المتقدمة والمتطورة في العالم تعالج مشكلاتها من جذورها
وإن أخذت وقتا وجهدا على المستوى القريب لتضمن التقدم المستمر في كافة الصعد كافة الى
جانب وضع تلك الحلول والمعالجات في اطار قانوني ليتكفل (القانون) بالتزام افراد المجتمع
بتطوير المفاهيم والثقافات للتماشى مع وسائل الحياة المتسارعة وتداخلها مع بعضها، لذا فان
تلك المجتمعات نجدها مستقرة بما يكفل حياة المواطن الفقير بكرامة “.
واضاف، أن” عالم الاجتماع الشهير (إميل دوركايم)عرف التنشئة الاجتماعية بأنها عملية
استبدال الجانب البيولوجي بأبعادٍ اجتماعية وثقافية، لتصبح هي الموجهات الأساسية لسلوك
الفرد داخل مجتمعه، وهنا ذهب (دوركايم) لمعالجة جذور ما يطرأ على المجتمع من مشكلات
وازمات بشكل ممنهج”، لافتا الى ان ” مجتمعنا اهمل هذا الجانب، وبات يتعامل مع الجيل الجديد
بردود الافعال لا المبادرة الممنهجة وفق نظام يكفل تنشئة هذا الجيل بطريقة يمكنها ان تساهم في
ايجاد الحلول بشكل مستمر من دون انسدادات مجتمعية من شأنها ان تنعكس على الواقع الاقتصادي والسياسي والثقافي والتربوي”.
وتابع الكاتب علاء الحطاب ،ان ” التعامل بردود الافعال يؤدي بالنتيجة إلى عدم الاستقرار المجتمعي
الداخلي بشكل مستمر الامر الذي يولد المشكلات والصراعات وعدم الاستقرار بدءا من الاسرة وصولا للمجتمع وبشكل متواصل”.
وعن النخب العلمية والثقافية
واوضح الكاتب، ان ” المجتمع العراقي يمتلك نخب علمية وثقافية وفكرية قيمه لكنها لم تصل الى مرحلة انضاج نظام اجتماعي يكفل التنشئة الاجتماعية الصحيحة ،بسبب ابتعادها عن الواقع نتيجة ترفعها او بسبب إبعادها قسرا من قبل اصحاب القرار التربوي والسياسي والعلمي وغيره”، محملا هذه النخب من معلمين ومدرسين واساتذة جامعات والمثقفين بمختلف توصيفاتهم الثقافية “مسؤولية عدم اداء واجباتهم بشكل صحيح في تنشئة الجيل الجديد “.
واشار الى ان ” هذه النخب لو ادت دورها بشكل صحيح مجتمعيا، فان ذلك ينعكس ايجابا على الطفل في المدرسة، والمراهق في الثانوية، والشاب في الجامعة، ومنهم الى اقرانهم الذين لم تتوفر لهم فرصة التعليم”، مؤكدا ان “المجتمع لن يستطيع معالجة هذه الانسدادات المجتمعية، دون التثقيف المتواصل مع التطورات ،لذا فان اي خلاف بسيط بين أي مختلفين يتحول إلى تخوين وعداء مستحكم، الأمر الذي يؤدي بمجمله الى صراعات سياسية وعدم تحقيق المجتمع العراقي قفزات نوعية توازي تراثة الحضاري والاخلاقي”.