عمود خارج الصندوق.. ازمة الإرادة السياسية

عمود خارج الصندوق.. ازمة الإرادة السياسية

علاء هادي الحطاب


اتبعت التجربة الجورجية في مكافحة الفساد وإصلاح البلاد عشرة مبادئ أساسية لذلك كان أولها ” الارادة السياسية ” ولا يخفى ان هذه البلاد كانت تعاني من أزمات خانقة عقب استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١،

كذلك بعد حرب أهلية استمرت فيها لعامين من ١٩٩٢ -١٩٩٤،

لكن عملية مكافحة الفساد فيها بدأت عقب ما سمي في حينها بـ” ثورة الزهور” في ٢٢ نوفمبر عام ٢٠٠٣ عندما اتسع نطاق الاحتجاجات الشعبية بسبب تردي الخدمات وشيوع الفساد،

لذا اتخذ أصحاب القرار في جورجيا “عشر” خطوات او مبادئ لمكافحة الفساد،

الامر الذي انتهى بجورجيا من بلد يسيطر الفساد على كل مفاصله الى بلد متقدم وذي تنمية شاملة وفي مصاف الدول الرائدة بمكافحة الفساد

وبحلول عام ٢٠١١ بدأت جورجيا تجني ثمار جهودها بذلك،

وباتت اليوم التجربة الجورجية في مكافحة الفساد وإصلاح البلاد انموذجا حيا للإرادة السياسية والشعبية للقضاء على الفساد،

أولى تلك المبادئ العشر هو مبدأ ” ممارسة الإرادة السياسية القوية” بالتزامن مع معالجة كل ملف او قطاع او اتخاذ كل قرار من قبل صانعي ومنفذي السياسات العامة.

الازمات الداخلية والخارجة منذ ٢٠٠٣


ادعي ان كل ازماتنا ومشكلاتنا منذ عام ٢٠٠٣ ولغاية اليوم سواء كانت أزمات داخلية ام خارجية،

سياسية ام غيرها لا يمكن تجاوزها مالم تتوفر الإرادة السياسية القوية لذلك،

نعم وجود اجماع على طبيعة القرار المُتخذ وفق هذه الإرادة امر صعب المنال وغير متوفرة مقدماته حاليا،

لكن بقاء الوضع كما هو الان يمثل مؤشرا مهما على تراجع تماسك النظام السياسي ومخرجاته،

وربما إن استمر ” السلوك السياسي” على هذه الوتيرة فان النظام السياسي معرض لانتكاسات كبيرة ان لم نبالغ ونستشرف بتعرضه للانهيار.

كثرة ازمات العملية السياسية


ان مجمل ازماتنا منشأها الحقيقي هو عدم وجود إرادة سياسية قوية تُجمع عليها القوى السياسية والأحزاب المشاركة في العملية السياسية لهذا النظام

ولو استعرضنا تأريخية مجمل ازماتنا ” وما اكثرها ” لوجدنا ان عدم وجود إرادة سياسية متفقٌ عليها بالحد الجامع المقبول هو أساس كل تلك الازمات.
اذن نحن نعاني من ازمة إرادة سياسية،

وما الفساد وتردي الخدمات والتدخلات الخارجية وبيروقراطية أداء مؤسسات الدولة وصولا الى استمرار التظاهرات وحركات الاحتجاج وغيرها ـ ما هو الا انعكاس لعدم وجود تلك ” الإرادة السياسية “،

فما احوجنا ان اردنا تدارك ما يمكن تداركه اليوم الى إرادة سياسية يُغلب فيها العام على الخاص

من قبل قوى العملية السياسية لإنقاذ الوضع في لحظاته الحرجة.

عمود خارج الصندوق.. ازمة الإرادة السياسية

العودة الى الصفحة الرئيسية

علاء هادي الحطاب

الحطابعلاء