يهب الغبار من الصحراء الكبرى في إفريقيا ويعبر المحيط الأطلسي سنويا، ولكن في معظم السنوات، لم يكن عمود الغبار ضخما جدا كما هو الحال هذا العام لدرجة أن يطلق عليه اسم “غودزيلا”.
وفي شهر يونيو الماضي، اكتسب عمود الغبار الضخم اسم “غودزيلا” (وهو وحش عملاق خيالي ظهر في سلسلة الأفلام اليابانية التي تحمل الاسم نفسه)، كونه أكبر سحابة غبار تركيزا من نوعها في العشرين عاما الماضية.
وحمل “غودزيلا” هذا العام ما بين 60% و70% غبارا أكثر مما حمله في السنوات العشرين الماضية.
كما سافر أبعد مما كانت تحققه هذه الظاهرة السنوية، والمسماة طبقة الهواء الصحراوية، عادة.
ثم ينقل الغلاف الجوي الغبار طوال فصل الصيف وحتى أوائل الخريف، ويعتمد مدى انتقال العمود على الصفات المحلية للغلاف الجوي.
وهذا العام، حمل الغلاف الجوي عمود الغبار حوالي 5 آلاف ميل (8 آلاف كيلومتر)، وفقا لبيان صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وصولا إلى جزر الكاريبي وجنوب شرق الولايات المتحدة.
ورصدت وكالة الفضاء الأوروبية عمود الغبار هذا العام طوال شهر يوليو باستخدام قمرها الصناعي “كوبرنيكوس سنتينل 5 بي”، وهو عنصر حاسم في أسطولها لمراقبة الأرض. وهذا القمر الصناعي مصمم لدراسة الجزيئات الصغيرة في الهواء، مثل الغبار والملوثات.
وعادة، يحط الرمل المحمول في العمود في المحيط الأطلسي، حيث يغذي كائنات مجهرية دقيقة تسمى العوالق.
وعندما يصل إلى الأرض، يمكن أن يتسبب في تغيير طريقة عمل النظم البيئية، بما في ذلك، تخصيب غابات الأمازون.
ويمكن أن يتداخل أيضا مع تكوين العواصف والأعاصير المدارية، على الرغم من أنه يمكن أن يكون من الخطر على البشر التنفس.